قائمة مرجعية لوقف إساءة إستخدام للأدوية النفسية لدى الأطفال .

طفولة
2.5K
0
sample-ad

لقد أدت عاصفة مثالية من تفاعل العوامل الضارة إلى إفراط هائل في إستخدام الأدوية النفسية لدى الأطفال في الفترة الأخيرة .

لقد بدأت شركات الأدوية بالتركيز على حملات التسويق على الأطفال عندما أصبح سوق البالغين مشبعاً , الأطفال أصبحوا عملاء مثاليين , إجعلهم يعتادون على الأدوية النفسية النشطة في سن الصغر و سوف يواصلون إستخدامها طوال العمر .

لقد إلتهم الأطباء نطاق المبيعات المضللة التي مشاكلها النموذجية لا تزال ” إضطرابات عقلية ” قيد التشخيص و العلاج – فأصبح من السهل للغاية التشخيص و العلاج بإستخدام حبوب الدواء , العكس صحيح تماماً , يتغير الأطفال بشكل كبير كإستجابة للبيئة و النمو ، حيث أن تشخصيهم و علاجهم يتطلب دوماً العناية الشديدة و الصبر و الوقت , لا يمكنني أن أتخيل أبداً بدء العلاج الدوائي لطفل بعد تقييم موجز ، لكن هذا غالباً ما يحدث .

الآباء مستعدون بشدة لإتباع نصيحة أطباؤهم حول العلاج الدوائي لأطفالهم , أنصح دوماً بأن تصبح مستهلك على دراية كاملة و أن تحصل على رأي ثانٍ و ثالث قبل السماح لطفلك بتناول أي أدوية نفسية , هذا قرار هام يتطلب مداولات دقيقة و إشراك كامل للوالدين .

المعلمون المرتبكون غالباً ما ينصحون الآباء بأخذ أطفالهم إلى الأطباء من أجل الحصول على الدواء ، بينما تكون المشكلة غالباً في الصف الدراسي أكثر من الطفل .

ديف تراكسون Dave Traxson ، عالم نفس الطفل و التعليم في المملكة المتحدة ، أتى بإقتراح مميز للمساعدة على إحتواء وباء منح الأدوية بإهمال للأطفال , لقد قام بتطوير قائمة مرجعية من الأسئلة التي على الأطباء التفكير بها قبل وصف الأدوية النفسية النشطة للأطفال , يكتب ديف قائلاً :

” لقد كان هناك نمو هائل غير مفحوص في إستخدام المحفزات النفسية و مضادات الإكتئاب و أدوية الإضطراب العقلي لدى الأطفال و التي غالباً ما تضر أكثر مما تساعد , لقد قمت بإبتكار قائمة مرجعية لمساعدة الأطباء على التفكير في الخطوات الضرورية التي يجب أن تكون جزء من كل وصف حريص للدواء لدى الأطفال . “

  • هل الطفل لديه عرض كلاسيكي يؤكد بدقة على وجود مؤشر مصدق عليه من أجل هذا الدواء تحديداً ؟
  • هل هناك بحث موثق جيداً حول الفعالية و السلامة لدى الأطفال من نفس العمر و الجنس و المجموعة الإجتماعية ؟
  • هل مشاكل الطفل منتشرة ، و تحدث في نطاق واسع من الأوضاع الإجتماعية و تم رصدها بواسطة مختلف الأفراد ؟
  • هل مشاكل الطفل شديدة و دائمة و مسببة للإعاقة
  • هل أبويّ الطفل و المهنيين المشاركين يرون المشكلة على أنها كبيرة بما فيه الكفاية لتتطلب العلاج الدوائي ؟
  • هل هناك توترات في علاقات الطفل و السياق الإجتماعي و التاريخ الحديث يمكن ان تشرح هذا النمط السلوكي ؟
  • هل تمت تجربة التدخل النفسي أو الإجتماعي قبل وصف الدواء ؟
  • هل كانت هناك أية آثار جانبية عكسية واضحة للدواء ؟
  • هل قمت بتقدير المخاطر على المدى القصير و الطويل بعناية و قمت بموازنتها في مقابل الفوائد المحتملة ؟
  • هل تلقيت موافقة مسبقة من الأبوين و ( إذا كان الأمر ملائماً ) من الطفل ؟

و ربما السؤال الأكثر أهمية :

  • إذا كان طفلك لديه نفس المشكلة الحاضرة ، هل كنت ستصف له الدواء ؟

شكراً ، ديف . الوصف غير الملائم للدواء يحركه تسويق شركات الأدوية صاحبة المليارات من الدولارات حتى الآن ، مع القليل من الرفض من قبل الأطباء و أخصائيين الصحة العقلية و الآباء و المعلمين .

نحن ببساطة لا نعلم ماذا ستكون الآثار على المدى البعيد لإغراق مخ الطفل غير الناضج بتلك المواد الكيميائية القوية . نحن الآن نقوم بإجراء تجارب غير منضبطة دون موافقة مسبقة ، مع عواقب غير معروفة للملايين من أطفالنا .

هناك مشاكل في الطفولة تتطلب بالتأكيد العلاج الدوائي ، لكن هذا يجب أن يكون فقط الملاذ الأخير بعد التفكير الحريص في التدخلات الأقل إجتياحاً . لا يجب أن يكون الدواء أبداً ، كما هو الحال غالباً الآن ، رد فعل أول و مهمل ,  قائمة ديف تراكسون المرجعية هي دليل مثالي من أجل ممارسات أكثر مسئولية .

و على الآباء أن يكونوا يقظين تجاه الحاجة إلى حماية أطفالهم من الإستخدام المفرط للدواء , ليس هناك دواء لكل مشكلة لدى الأطفال , لا تقبل أبداً الوصف الدوائي إذا تمت كتابته بعد تقييم سريع دون فحص كامل للبدائل .

الكاتب : آلن فرانسيس هو أستاذ فخري بجامعة دوك ، و كان رئيس فريق العمل القائم على تجهيز الدليل التشخيصي و الإحصائي للإضطرابات النفسية الرابع .

هذا الموضوع مترجم عن huffingtonpost , للإطلاع على محتوى المادة الأصلية، اضغط  هنا
ترجم هذه المادة : فريق مهجة

 

sample-ad

كلمات ذات صلة

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق