يمكن أن تساعدك هذه النصائح الأربعة في أن تكون داعمًا.
“كل ذلك للأفضل.” “إنه في مكان أفضل.” “سوف تتخطى هذا.” “الوقت يُداوي كل شيء.” “لم يكن من المفترض أن تكونوا معاً.” “الجميع يرحلون؛ لقد كان وقتها.”
هذه كلها بنيّة حسنة، وفي معظم حالات الاهتمام، الأشياء التي يميل الناس لقولها عندما يتأذى شخص يعرفونه أو يحبونه.
إنه لمن المؤلم لمعظم الأشخاص أن يراقبوا الشخص الذي يهتمون لأجله يعاني بطريقةٍ ما ويكونون عاجزين عن فعل أي شيء حياله.
معظم الناس لا يرتاحون بالقلق من ألم معاناة الآخرين، فهم لا يعرفون ما يجب فعله وكيفية المساعدة. بدلاً من مجرد البقاء مع الألم، فهم يقدمون التعازي كتلك المذكورة أعلاه.
المشكلة هي أنه عندما يتأذى شخصٌ ما، فإن هذه الأنواع من العبارات يمكن أن تجعل الأمور أكثر صعوبة. يعتقد الشخص أنك لا تفهم حقاً ما يتعامل معه أو عمق آلامه.
الأرملة حديثاً لا تعتقد أن زوجها ”في مكان أفضل” عندما لم يعد هنا ليهتف لابنه الصغير في مباراة الكرة. الشاب الذي بلغه أن محبوبته لم تعد تحبه لا يهتم لـ”الوقت يُداوي” أي شيء- مازال ألمه غضاً اليوم، في الوقت الحالي.
المرأة التي تكتشف أن زوجها قد خانها لن تشعر بالمواساة بـ”لم يكن من المفترض أن يحصل” في تلك اللحظة.
لاحقاً، عندما تهدأ الجروح قليلاً أو تندمل حتى، قد يستخدم الشخص المتألم هذه العبارات بنفسه للتأكيد على أنه قد تخطّاها: ”الحياة مستمرة.” ”أنا أفعل أفضل ما أستطيع.” ”لا أستطيع أن أحزن إلى الأبد.”
ومع ذلك، الأمر يعود للشخص المتألم، ولا أحد سواه للحصول على مكان يمكنه أن يفكر فيه ويشعر به بشكل مختلف.
في غضون ذلك، بما أن الشخص الذي يهتم بالرعاية يريد أن يساعد وأن يكون داعمًا، ولكن لا يعلم كيف يفعل ذلك، هناك بعض الأشياء التي يمكن قولها وفعلها لتُظهر للشخص الآخر أنك موجود لأجله:
١- اعترف بأن ألم الشخص الآخر يُثير استجابات سلبية وردود فعل بداخلك. في كثير من الأحيان، لا يعني ذلك أن تؤذي الشخص الآخر بشدّة بقدر ما تشعر بالألم، أو تفكر في مدى صعوبة ذلك، أو تربطه بموقف عانيت منه في الماضي.
إنها مشاعرك السلبية أو الحزينة التي تطفو على السطح، ويمكن أن تكون الاستجابة الطبيعية القيام بشيء لإيقافها. احترم أنك ستحصل على رد فعل، ولا بأس، لكن اعمل على فصل تجاربك عن الشخص الذي تُواسيه. وليكن قصدك التركيز عليه.
٢- افهم أن الأسى والحداد وتجربة الخسارة ليست منطقية. نعم، صحيح تماماً أن الجميع يموتون، بعض الأشياء غير مقصودة، الوقت يساعد في عملية المداواة، وتمضي الأشياء في الحياة.
هذه كلها بيانات حقيقية ودقيقة، لكنها لا تهم شخصًا في حالة انفعالية عالية الشدّة. بدلاً من استعمال المنطق، قل شيئًا مثل: ”يمكنني سماع كم هو مؤلم هذا. صدقاً لا أستطيع أن أتخيل ماتمر به”. بقاءك متواحداً نفسياً وعملك على التواصل مع الحالة الانفعالية للشخص هو الشيء الأكثر لطفاً الذي يمكنك القيام به في تلك اللحظة.
٣- الاستماع. فقط استمع. إذا كان الشخص لا يرغب بالتحدث، كُن صامتاً معه. دعه يعرف أن روحك تتواصل مع روحه، وأنك هناك. ابذل قصارى جهدك للامتناع عن جعل الموقف عنك – ”أعلم كيف تشعر؛ أتذكر عندما توفيت أمي…”
كبشر، إنها استجابة شائعة لنرغب بالتواحد النفسي من خلال مشاركة تجربة مشابهة، لكن عندما يكون الشخص الآخر في ألم عميق، تجربتك في الواقع تأخذ التركيز بعيداً عنه وتضعه عليك. حتى أنه قد يبدأ في التفكير بأنه يجب أن يدعمك.
٤- ابقَ على اتصال. استمر في تفقد الشخص بطرق مختلفة من وقت لآخر؛ رسالة بسيطة تقول ”أنا أفكر بك” أو مكالمة – حتى لو انتهى بك المطاف بترك رسالة – لتقول ”إذا كان هناك أي شيء تحتاجه، أنا هنا”.
إذا كنت تستطيع أن تفعل ذلك، أرسل شيء ذو مغزى للشخص. إذا كنت لا تستطيع، أرسل قصيدة أو اكتب ملاحظة حول شيء تحبه وتحترمه بشأن صديقك. قد يكون من الصعب أن تكون حول شخص في حالة حزينة، لذا عليك الإلتزام بأنك لن تتخلى عنه. لا تستسلم. إنه بحاجة إلى دعمك وقد لا يعرف كيف يطلب ذلك.
أنت شخص لطيف وصديق جيد لترغب بالمساعدة. ابقى واعياً بدوافعك واستجاباتك الخاصة، واعمل لتضع تركيزك على الشخص الآخر وما يحتاجه حقاً.
ترجمة: أريج السبيعي.
هذه المقالة مُترجمة من موقع Psychology Today ، للإطّلاع على محتوى المادة الأصلية، اضغط هنا