الشخصية : من أين تأتي وكيف تعمل؟

sample-ad

فبراير 14 , 2018

كيف تنشأ شخصياتنا ؟ ما الذي نرثه وما الذي نبنيه من تجاربنا ؟ وحالما تتكون الشخصية، كيف تعمل ؟ هذه الأسئلة تعد من الأسئلة المثيرة للجدل منذ أن تأسس علم النفس.

في مقالة علمية ضمن المراجع النفسية، تناولت Carol Dweck هذه المسائل , حيث إفترضت ان شخصياتنا تتطور بناء على حاجات أساسية ، وبدأت بطرح هذه الفرضية من خلال توثيق الحاجات النفسية الأساسية الثلاث والتي تشملنا جميعاً. وهي: الحاجة لتوقع مستقبلنا ، الحاجة لبناء كفاءاتنا والتي تساعدنا على التصرف في عالمنا الخاص ، ولأننا كائنات اجتماعية تضمنت أيضا حاجتنا للقبول من الأخرين. ( كما أضافت الى ذلك كيفية ظهور حاجات جديدة في وقت لاحق من جراء تكون الحاجات الأساسية ).

عادة يأتون الأطفال الى العالم مع إستعداد كبير للحصول على إحتياجاتهم , فهم متعلمين شرهين وبارعين، ويتطلعون للبحث عن معلومات ذات صلة بإحتياجاتهم , وفي أثناء محاولة الرضيع تحقيق هذه الحاجات يحدث أمر مهم, حيث يبدأ في بناء إعتقادات عن العالم ودوره فيه : هل العالم جيد أم سيء ، آمن ام خطر؟ كيف يمكنني التصرف في عالمي الخاص لتحقيق حاجاتي ؟ هذه الاعتقادات، بالإضافة إلى المشاعر وأنواع التصرفات المخزنة لديهم ، يطلق عليها المصطلح “BEATs”. وهي تمثل حصيلة التجارب التي مروا بها في محاولتهم لتحقيق تلك الرغبات، وهي تلعب دور أساسي في الشخصية – وتشمل الشخصية المرئية و غير المرئية.

الجزء غير المرئي من الشخصية يتكون من الحاجات و”حصيلة التجارب” وهي تكوّن اساسيات الشخصية، وتعمل كدافع ومرشد للجزء المرئي , وهذا الجزء “المرئي” يحدث عندما تنتج الحاجات و”حصيلة التجارب”، الأهداف الحقيقية التي يسعى إليها الناس في العالم – وما يقومون به بالفعل.

وخذ بعين الاعتبار الأمثلة التالية، بعض الأشخاص (CONSCIENTIOUS) يتصرف وفقاً لما يمليه عليه ضميره: فهم يسعون بنشاط للإنجاز ويمارسون الانضباط الذاتي والمثابرة , وهذا هو الجزء المرئي.
كل منا لديه الحاجة للكفاءة ولكن كيف يسعى الناس للكفاءة، سوآءً كان ذلك بأسلوب واعي – وسيعتمد ذلك على “حصيلة التجارب” (الجزء غير المرئي، كإعتقاداتهم). وأظهرت الدراسات أن بعض الأشخاص الذين لديهم إعتقاد بأن قدراتهم مجرد سمات ثابته لا تتغير، يفضلون المهمة السهلة على المهمة الصعبة، التي تشكل خطر أو تهديد لهم. ولأنهم عندما يواجهون مهمة ذات تحدي أو على درجة من الصعوبة، يعتقدون أن قدراتهم المحدودة قد تُكشف، وبالتالي تُضعف إحساسهم الذاتي بالكفاءة.

بينما الأشخاص الأخرين الذين يعتقدون ان قدراتهم يمكن أن تتطور، يكونون متأهبين ويتخللهم الحماس للمهمة التي تحمل في طياتها تحدي، يقفون صامدين في مواجهة العوائق بهدف تطوير كفاءاتهم ، ويتباهون بالسمات المميزة للتصرف الواعي. وبعبارة أخرى، فإن ما يطلق عليه حصيلة التجارب –الاعتقادات غير المرئية -يمكن أن يكون لها تأثير واضح بالجزء المرئي من الشخصية والتي يظهرها الأشخاص في أثناء سعيهم لتحقيق أهدافهم.

كذلك الطباع يمكن أن تلعب دور مهم في تكوين الشخصية, على سبيل المثال، إذا كان الأطفال خجولين أو خائفين هذا يجعل حاجات محددة ( مثل الحاجة الى التنبؤ ) أقوى من أخرى , ويمكن أن تؤثر على طريقة تصرفهم في بعض المواقف – وكلاهما (الطباع وطريقة التصرف) تشكل “حصيلة التجارب” التي تتكون لديهم ويحملونها معهم في الحياة.

ماذا تتضمن هذه النظرية ؟ أولاً، أن شخصياتنا تتشكل بناء على دوافعنا (حاجاتنا، واهدافنا) وهذا لا يشمل فقط سماتنا التي ولدنا بها. ثانياً تكشف النظرية الأجزاء الخفية من الشخصية، وتوضح كيف بإمكاننا تمييز ومعالجة المعتقدات المهمة “حصيلة التجارب”، واستخدامها في دعم تنمية الشخصية وتغييرها.

بإختصار وبما يشبه نظريات القرن الماضي التقليدية، فإن النظرية الحالية تجمع دوافعنا وشخصياتنا وتطوراتنا ضمن نطاق واحد، وتسلط الضوء على العمليات التي تساهم في الرفاه والنمو الإنساني.

هذا الموضوع مترجم عن sciencedaily , للإطلاع على محتوى المادة الأصلية، اضغط  هنا
ترجمت هذه المادة : أ.مرام الراشد

 

 

sample-ad

كلمات ذات صلة

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق