لقد أظهر البحث أن التعاسة ترتبط بالحالة الصحية السيئة ، و أن الحالة الصحية السيئة ترتبط بمعدل الوفيات , لكن هل التعاسة في حد ذاتها تؤثر مباشرةً على معدل الوفيات ؟
الإجابة هي ” لا ” ، وفقاً لدراسة تم نشرها في مجلة لانسيت فى ديسمبر 2015 .
قالت بيتي ليو ، الباحثة الرئيسية و المؤلفة الرئيسية للدراسة ” المرض يجعلك غير سعيد ، لكن التعاسة في حد ذاتها لا تجعلك مريضاً , لم نجد أي تأثير مباشر للتعاسة أو التوتر على معدل الوفيات ، حتى في دراسة دامت عشرة سنوات على مليون امرأة ” .
قام العلماء بجمع بيانات موجودة مسبقاً من دراسة المليون إمرأة ، و التي قامت بتجنيد النساء للدراسة من العام 1996 حتى العام 2001 ، و قامت بتتبعهم الكترونياً لتعقب البيانات الصحية و أسباب الوفاة .
في الدراسة الحالية ، و التي إحتوت على بيانات من 719,671 إمرأة ، قام فريق البحث بفرز معدل الوفيات إلى ثلاثة أقسام : الموت عبر كل الأسباب ، الموت عبر أمراض القلب ، و الموت عبر السرطان .
قالت ليو ” دراستنا لا تظهر أي دليل قوي على أن السعادة نفسها تقلل من معدل وفيات القلب أو السرطان أو الوفيات بشكل عام ” .
لأنه هناك العديد من العوامل التي أثبتت تأثيرها على السعادة – أو على الأقل تحدث جنباً إلى جنب معها – ، قام العلماء بتعديل كل المتغيرات , بعض من هذه العوامل شمل النشاط الجسدي ، إمتلاك شريك ، كون الشخص غير مدخن ، المشاركة في نشاطات دينية أو نشاطات مجموعات أخرى ، و النوم بشكل كافٍ ( حوالي ثمانية ساعات , النوم أكثر أو أقل من هذا بكثير أنتج التأثير المضاد ) .
على العكس ، تم تعديل البيانات أيضاً من أجل العوامل التي تسهم في التعاسة ، مثل الإكتئاب و التوتر و الحالة الصحية الجسدية السيئة .
بعد وضع هذه المتغيرات في الإعتبار ، وجد العلماء أن السعادة وحدها لا يبدو إنها تؤثر على معدل الوفيات .
قالت ليو ” أظهرت البيانات بعض الوفيات الزائدة المرتبطة بالتعاسة ، لكن هذه تم التخلص منها تماماً بعد التعديل الإضافي من اجل الخصائص الشخصية و الحالة الصحية السيئة ” .
أضافت أيضاً ” حتى الآن عامل التعديل الأكثر أهمية كان التصنيف الذاتي للصحة , أكدت مراجعة الدراسات السابقة أن التصنيف الذاتي للصحة يتنبأ بزيادة خطر الوفاة ” .
أحد القيود الرئيسية على الدراسة هو الطريقة التي إستخدمتها لقياس السعادة : سؤال واحد يطلب من المشاركين تقييم سعادتهم على مستوى من اربعة نقاط .
قالت ليو ” ليست هناك طريقة مثالية أو متفق عليها لقياس السعادة ” .
ربما تركز الأبحاث القادمة على طرق قياس السعادة بدقة ، و التي يمكن إستخدامها فى مختلف الدراسات .
ترجمة فريق مُهجة
المصدر : إضغط هنا