دراسة سوف تُنشر في عدد فبراير 2016 من مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال و المراهقين ، تقول إن المراهقين الذين يشعرون بالخداع المزمن خلال عامين دراسيين على الأقل ، هم أكثر عرضة للتفكير في الإنتحار بخمسة مرات ، و أكثر عرضة لمحاولة الإنتحار بستة مرات في سن الخامسة عشر ، بالمقارنة مع هؤلاء الذين لم يشعروا بالخداع من قبل .
هذه هي الدراسة الأولى التي تظهر إرتباط تنبؤى بين الخداع و التفكير في الإنتحار و محاولات الإنتحار في منتصف فترة المراهقة , إنها أيضاً تأخذ بعين الإعتبار مختلف العوامل ، و التي تشمل محاولات الإنتحار السابقة و المشاكل الصحية العقلية ( قبل سن الثانية عشر ) مثل الإكتئاب و العند , التحدي ، و مشاكل قلة الإنتباه , فرط النشاط ، بالإضافة الى المحن الأسرية .
بإستخدام البيانات من دراسة كيوبيك المطولة حول تطور الطفل ، و التي تتبعت عينة من عامة السكان من 1168 طفل ولدوا بين العامين 1997 – 1998 فى كيوبيك ( كندا ) ، حتى وصلوا الى سن الخامسة عشر ، قام مجموعة من الباحثين بقيادة د . ماري كلود جيوفري من معهد جامعة دوجلاس للصحة العقلية ، مجموعة ماكجيل لدراسات الإنتحار ، و مركز أبحاث مشفى سانت جاستين ، بدراسة العلاقة بين الخداع بواسطة الأقران و أفكار الإنتحار و محاولات الإنتحار , إفترض المؤلفون أن الأطفال الذين يشعرون بالخداع بواسطة أقرانهم سوف يكونوا أكثر عرضة للتفكير في الإنتحار و محاولة الإنتحار بالمقارنة بمن لا يشعرون بالخداع .
بشكل إجمالي ، تقريباً حوالى 20% من المشاركين في الدراسة أبلغوا أنهم تعرضوا للخداع بواسطة أقرانهم . الخداع بواسطة الأقران يشمل أفعال مثل إطلاق أسماء عليهم و نشر الشائعات و إستبعاد شخص ما من المجموعة عمداً ، و مهاجمة شخص ما جسدياً أو البلطجة الإلكترونية , وفقاً للمؤلفين ، أبلغ الضحايا عن معدلات مرتفعة من التفكير في الإنتحار بين سن الثالثة عشر و الخامسة عشر ( على التوالى 11.6% و 14.7% ) بالمقارنة مع هؤلاء الذين لم يتم خداعهم ( 2.7% فى سن الثالثة عشر ، و 4.1% فى سن الخامسة عشر ) . لقد لاحظ المؤلفون أيضاً وجود معدلات مرتفعة من محاولات الإنتحار بين المراهقين المخدوعين فى سن الثالثة عشر و الخامسة عشر ( 5.4% و 6.8% ) بالمقارنة مع غير المخدوعين ( 1.6% فى سن الثالثة عشر ، و 1.9% فى سن الخامسة عشر ) , على وجه التخصيص ، تظهر البيانات أن المراهقين فى سنة الثالثة عشر الذين تم خداعهم بواسطة أقرانهم ، هم أكثر عرضة بمرتين للتفكير في الإنتحار بعد عامين ، و أكثر ثلاثة مرات لمحاولة الإنتحار .
يشير المؤلفون إلى أنه بالرغم من أن الخداع يتنبأ بمحاولات الإنتحار ، فإنه ليس بالضرورة أن يتسبب بها ، و أن هذا التنبؤ لا ينطبق على كل الأفراد , فقط أقلية من الضحايا سوف يكتسبون فيما بعد أفكار الإنتحار ، أو يحاولون الإنتحار , لماذا هذه التجارب العكسية تؤثر على الأفراد ؟ هذا لا يزال قيد البحث .
المراهقة هي فترة هامة من أجل منع الإنتحار , كنتيجة لذلك ، يقترح المؤلفون أن التدخلات الفعالة ربا تتطلب جهد متخصص ، يشمل الآباء و معلمو المدارس و المديرين ، و متخصصو الصحة العقلية , كل المراهقين ، سواء كانوا ضحايا أم لا ، الذين يفكرون غالباً أو بشكل جاد فى الإنتحار ، يجب عليهم الذهاب الى متخصص فىي الصحة العقلية مثل الطبيب النفسي او الأخصائي النفسي ، او المعالج النفسىي المعتمد .
ترجمة فريق مُهجة
المصدر : إضغط هنا