يقول باحثون أمريكيون إن الرفض إجتماعياً يثير نفس رد الفعل تماماً مثل الإيذاء الجسدي .
لقد طُلِب من متطوعين لعب ألعاب الحاسوب المصممة لخداعهم من أجل الشعور بالإستبعاد ، بينما تم اخذ فحوصات المخ فى نفس الوقت .
بعد الرفض الحاسوبي ، كشف الفحص عن نشاط فى منطقة من المخ مرتبط بالألم الجسدي .
يقول الخبراء إن الدراسة ، من مجلة العلوم ، هى إشارة إلى الأهمية التى يضعها المخ على الروابط الإجتماعية .
الباحثون المشاركون فى الدراسة ، من جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس ، قاموا بإستخدام أجهزة الفحص المصور بإستخدام الرنين المغناطيسى لفحص مخ الشخص الخاضع للتجربة ، بينما يتم التلاعب بمشاعره , هذه الأجهزة يمكنها كشف التغييرات البسيطة فى تدفق الدم إلى أجزاء مختلفة من المخ ، و التي تشير إلى الوقت الذي تنشط به هذه المناطق .
لإثارة رد الفعل الصحيح ، قاموا بإبتكار برنامج محاكاة حاسوبي بارع ، مصمم ليكون مذكراً بلعبة رياضية .
تم عرض شاشة للمشاركين ، و التى تعطى مظهر لعبة ” القاء الكرة ” ، و التى تشمل كلاً من المتطوع و شخصين آخرين ممثلان بواسطة شخصيات متحركة , لقد تم إخبار الخاضعين للإختبار إنه هناك أشخاص حقيقيين يتحكمون بالشخصين الآخرين ، و أخذت اللعبة شكل القاء الكرة بالتناوب بينهم جميعاً .
بالطبع كانت هذه خدعة واضحة , لم يكن هناك لاعبون بشريون آخرون ، و الشخصيات الاخرى فى اللعبة كان الحاسوب يتحكم بها بشكل كامل .
فى البداية ، سارت اللعبة كما يجب ، و الكرة تأتي فى فترات منتظمة إلى اللاعب الذي يتحكم به الشخص المتطوع .
مع ذلك ، بعد فترة ، تبدأ الشخصيتين اللتين يتحكم بهما الحاسوب بإلقاء الكرة فقط إلى بعضهما البعض ، و يستبعدان الشخص الخاضع للتجربة من اللعبة بشكل واضح .
في هذه النقطة تم قياس ردود أفعال المخ بواسطة أجهزة الفحص .
لاحظ الباحثون ” إضاءة ” منطقة رئيسية واحدة من المخ على جهاز الفحص عندما حدث ذلك .
هذه المنطقة ، القشرة الحزامية الأمامية ، من المعروف إنها ترتبط بردود أفعال المخ تجاه المشاعر المزعجة المرتبطة بالألم الجسدي .
هذه لم يكن فقط رد فعل غاضب تجاه عدم القدرة على اللعب – لقد قام الباحثون بالفعل بإختبار هذا بدا فيها إن ذراع التحكم لم تكن تعمل بشكل صحيح .
كتب الباحثون : ” تقترح الأدلة أن بعض من هذه الآليات العصبية المخصص لتجارب الألم ، ربما أيضاً ترتبط بالإنفصال او الرفض الإجتماعي ” .
د . جاك بانكسيب ، من مركز علوم الأعصاب و العقل و السلوك فى جامعة بولينج جرين ستيت فى أوهايو ، قال إن مشاعر الإقصاء الإجتماعي هذه كانت غرائز قوية فى الحيوانات و البشر .
لقد قال أيضاُ : ” المشاعر المثارة بواسطة الألعاب التجريبية فى المعمل ، هي ظل شاحب لمشاعر الحياة الحقيقة التى يشعر بها البشر و الحيوانات الأخرى ، كرد فعل تجاه فقدان الدعم الإجتماعي المفاجئ , والآلام النفسية لدى البشر ، خصوصاً الحزن و الوحدة الشديدة ، ربما تتشارك نفس المسارات العصبية التى توضح الألم الجسدي ” .
و قال أيضاً , ” وفقاً لإعتماد صغار الثدييات على القائمين على رعايتهم ، فإنه من الصعب عدم فهم قيمة البقاء القوية التى تتداولها المسارات العصبية المشتركة ، و التي توضح كلاً من الإرتباط الإجتماعي و الصفات العاطفية للألم المادي ” .
ترجمة فريق مُهجة
المصدر : إضغط هنا